الحلول المناسبة للمنازل
-
العناصر المؤثره في استهلاك الطاقه في المباني
يعتبر توفير البيئه الداخليه المناسبه من اهم المتطلبات الرئيسيه في الابنيه سواءاً لغايات السكن او العمل او الترفيه، وذلك من خلال تحقيق الراحه الحراريه والبيئيه والصحيه للمتواجدين داخل المباني. ويكمن التحدي هنا في التكيف مع البيئه المحليه وعدم انتاج المزيد من الملوثات الضاره بعناصر البيئه المختلفه، مثل الغازات الضاره الناتجه عن احتراق الوقود. ويمثل الحفاظ على البيئه تحدياً خطيراً للبشريه للاستمرار في الحياة وتوفير المناخ والبيئه المناسبه للانسان داخل وخارج المباني، وهذا يتطلب منا العمل على تحقيق التوازن والاستقرار البيئي على المستويين المحلي والعالمي بغية استمرار الحياة على سطح الارض. ولكنه لا يعني بالضرورة العودة للعيش في الكهوف او بيوت الشعر او المنازل الطينيه البدائيه، كونها لا تناسبنا ولا تتماشى مع متطلبات حياتنا في الوقت الحاضر. ولكن يتوجب توظيف الافكار والتقاليد الجيده بما يتماشى مع حياتنا العصريه دون اسراف وتبذير في الموارد، وتلبية الراحه والامان للسكان والتوازن الطبيعي للبيئه وعدم استنزاف مصادر الطاقه التقليديه وتقليل كلفتها على الاقتصاد.
ان اهم العناصر المؤثرة في استهلاك الطاقه في شتى انواع المباني، يمكن تلخيصها بما يلي:
التصميم المعماري المناخي
ان السعي المستمر لتطوير وتحديث التقنيات والمواد المستخدمه في البناء الحديث ادت الى النظر لهذه الابنيه على انها احدى سمات العصر، دون الالتفات الى استعمال ما هو ملائم من مواد البناء المحليه او مراعاة الظروف المناخيه المحليه والبيئه او الاجتماعيه او الاقتصاديه. مما ادى الى تصاميم ومباني غريبه لا تمت لحضارتنا او تقاليدنا او بيئتنا بأي صله. وبالتالى كانت السبب الرئيسي في زيادة استهلاك الطاقه، لغايات التدفئه والتكييف والتهويه والاناره، لتحقيق الراحة المطلوبه داخل المباني. وحتى يكون التصميم المعماري متناسباً مع البيئه المحليه، فأنه يتطلب تحقيق الشروط التاليه:
-
توجيه المبنى (باتجاه الجنوب) واستخدام العازل الحراري الملائم للجدران الخارجيه والسطح (صور او رسومات لهذا البند كاملا).
-
الاستفاده من اشعة الشمس للاناره الطبيعيه والتدفئه شتاءاً، والحد من دخولها للمبنى صيفاً.
-
تأمين التهويه الطبيعيه الكافيه لتجديد الهواء الداخلي.
السلوك ونمط الاستهلاك
ان سلوك القاطنين او مستخدمي المبنى يؤثر بصورة مباشره في زيادة استهلاك الطاقه. حيث ان الاعتماد على وسائل التكييف والتدفئه والتهويه الميكانيكيه يتطلب استهلاك الكهرباء و\او الوقود، مما يزيد من تكاليف التشغيل والصيانه. بالاضافه الى تعريض الناس للامراض بسبب فروق درجات الحراره الكبيره ().
استخدام الاجهزه والمعدات المستهلكه للطاقه
ان الاعتماد الكلي على الاجهزه والمعدات الكهربائيه في المنازل والمباني اصبح منتشراً لدى كل طبقات المجتمع: كل شيء يعمل بالكهرباء حتى ابسط الادوات في المطبخ والستائر. مما ساهم في زيادة استهلاك الطاقه الكهربائيه في المنازل والمباني التجاريه والعامه، وزيادة الكسل والخمول والامراض.
اجراءات ترشيد الطاقه في المباني
هنالك قائمه طويله بالاجراءات التي يمكن اتباعها والتي تتمحور حول الاستهلاك الذكي للطاقه في المباني، ولكن اهم الاساليب الموصى بها وذات جدوى ما يلي:
ونظراً لاهمية العزل الحراري في خفض استهلاك الطاقة في المباني بنسبةٍ عاليه (ما بين 30-50%)، في حين ان كلفته في المباني الجديده تكاد لا تذكر بالنسبة الى اجمالي تكاليف انشاء المبنى وتشطيبه. فقد قامت الحكومه في الثمانينات من القرن الماضي باعداد وبتطبيق كودة العزل الحراري (رابط للكودات) بشكلٍ إلزامي على جميع المباني الجديدة (للجدران والاسقف الخارجيه).
وتحديد قيم معامل الانتقال الحراري للمباني والتقيد بالتصميم ومراقبة التنفيذ، من قبل المكاتب الهندسيه المرخصه في المملكه. ولكن للاسف اشارت الدراسات الميدانيه بأن معظم المباني، وخاصة السكنيه، غير معزوله حرارياً (رابط لدراسة المسح المنزلي) مما يؤدي الى زيادة استهلاك الطاقه وكذلك تكاليف الصيانه الدوريه لازالة اثار الرطوبه والعفن، بالاضافه الى تدهور حالة الاثاث وتقصير عمر المبنى. وهنا يتوجب التأكيد على اهمية اغلاق وسد الثقوب والفتحات والشقوق حول اطارات الابواب الخارجيه والنوافذ واية اماكن اخرى. اما بالنسبة للمباني القائمه حالياً فأنه يتوجب اضافة العازل المناسب للاسقف والجدران (وخاصة الغربية والشماليه) ونركيب نوافذ الخارجيه معزوله (زجاج مزدوج)، بغية تحقيق الارتياح الحراري وتقليل الاستهلاك.
ان المواد الممكن استخدامها للعزل الحراري تشمل الصوف الصخري والصوف الزجاج والبولستيرين الممد والفلين والالياف المصنوعه من مواد رديئة التوصيل للحراره، وهي متوفره في السوق المحلي وباسعار متدنيه لا تتجاوز حدود 5-7 دينار للمتر المربع. ويضاف الى ذلك اجور التركيب. ولكن في حالة تركيب عازل حراري لمنزل قديم فأن كلفة التركيب والعازل ستكون عاليه وتتجاوز 20 دينار للمتر المربع.
الاناره
اشارت الدراسات المحليه بأن 10-30% من استهلاك الطاقه في المباني يعود الى مصابيح الاناره (المسح المنزلي والتجاري). ولهذا يتوجب الاستفاده من الاناره الطبيعيه قدر الامكان، دون السماح لاشعة الشمس بالدخول عبر النوافذ والابواب، خاصة خلال الصيف، من خلال تصميم النوافذ والفتحات الخارجيه والداخليه في المبنى او المنزل. وكذلك اختيار المصابيح الموفرة للطاقه وذات الكفاءة العاليه، واستخدامها عند الحاجه فقط (اي اطفاء الانوار في المكتب او المتجر بعد انتهاء العمل) او ضبطها لتعمل وتطفيء تلقائياً بواسطة حساس لحركة الاشخاص و\او مؤقت زمني (صور). وفيما يلي جمله من النصائح التي تساعد في توفير الطاقه المستهلكه للاناره في المبان ي:
-
استبدال التوهجيه (التنجستن) بالمصابيح الموفرة للطاقة
-
الاستفادة من الإضاءة الطبيعية خلال ساعات النهار
-
إضاءة الاماكن المستخدمة من المنزل او المكتب او الشركه
-
تظيف المصابيح بشكل دوري من الغبار المتراكم والذي بدوره يقلل شدة الاناره الى النصف تقريباً
-
طلاء الجدران الداخلية بالالوان الفاتحة
-
استخدام أجهزة ضبط الوقت و/ أو اجهزة التحكم (مثلاً الحساسات) التي تنير المصابيح عند الحاجة فقط، وبحيث تتوقف عن العمل تلقائياً مع شروق اشعة الشمس
-
توعية أفراد الأسرة، وخاصة الأطفال بضرورة إطفاء المصابيح في الاماكن غير المستخدمة في المنزل
-
استخدام إنارة منخفضة أثناء مشاهدة التّلفاز؛ لترشيد استهلاك الكهرباء من جهة، ولخفض البريق المؤذي للعين من جهة أخرى
-
التقليل او الامتناع عن إنارة الأسوار والحدائق
اختيار الاجهزه ذات الكفاءه العاليه
عند التفكير بشراء الاجهزه المنزليه او المكتبيه (اجهزة التكييف، المبردات او الثلاجه، الغسالات .. الخ)، من الافضل اختيار الاجهزه ذات الكفاءه العاليه. وذلك من خلال التدقيق في ملصق الطاقه المثبت على الجهاز والذي يوضح تصنيف الجهاز من حيث كفاءة الاستهلاك وكمية الطاقه السنويه اللازمه ضمن ظروف تشغيليه مرجعيه (صور ملصق الكفاءه والشرح). ولا بد من الاشاره الى ضرورة اختيار الاجهزه ذات الحجم المناسب لحاجة الاسره، تفادياً لاستهلاك طاقه اكثر من الحاجه وتشغيلها وفقاً لتعليمات الشركات الصانعه. والاستفاده من الظروف الطبيعيه وعلى سبيل المثال تجميع الغسيل ليوم محدد وتجفيف الملابس بعد الغسيل بواسطة الشمس والهواء بدلاً من استخدام المجفف، ووضع الثلاجه في ابرد منطقه سواءاً في المطبخ او خارجه وضبط مؤشر درجة الحراره (الثرموستات) على درجه متوسطه للمحافظه على المأكولات والخضراوات والفواكه طازجه وبالتالي توفير الطاقه. ومن اهم الممارسات غير الرشيده استخدام كاتم الصّوت، بدلاً عن اطفاء التلفاز، في حال عدم وجود رغبة بمتابعة برنامج تلفزيوني معين، وبذلك يتم زيادة استهلاك الكهرباء وتقصي عمرالجهاز. ويمكن ترشيد استخدام الغاز المُستخدَم للطهي باتباع النّصائح الآتية:
-
استخدام الفرن مرة واحدة لطهي أكثر من صنف إن أمكن
-
استخدام أواني الطّهي المضغوطه (بالبخار) لتقليل وقت الطّهي
-
تجنُّب الفتح المتكرر للأوعية أثناء الطّهي، وتجنُّب فتح باب الفرن إلا عند الضّرورة؛ وذلك لضمان نضج الطّعام بوقتِ أسرع
-
استخدام عين الطّباخ المناسبة لحجم إناء الطبخ، وإطفاء أعيُن الطّباخ عند الانتهاء من استخدامها فوراً
ضبط درجة الحراره الداخليه
عند تشغيل انظمة التكييف صيفاً او التدفئه شتاءاً يتوجب ضبط درجة الحراره عند حوالي 24-26 درجه مئويه صيفاً، وهي الانسب للتبريد المريح والصحي، و20-22 درجه مئويه شتاءاً. وذلك من خلال ترموستات المكيف او جهاز التحكم او المؤقت (صور). والاهم من ذلك عدم ترك الشبابيك والابواب مفتوحه اثناء تشغيل المكيف او التدفئه واطفاء المكيفات عند مغادرة الغرفه او المكتب او المنزل. بالاضافه الى القيام باجراء الصيانه الدوريه اللازمه وحسب توصيات الشركات الصانعه. وفيما يلي اهم النصائح لتوفير الطاقه في المكيفات:
-
عند شراء الجهاز، اختيار الأنواع الاكثر كفاءة إذ إن فارق السعر يتم استرداده بمدة وجيزة من الاستخدام
-
التأكد من عدم وجود تسرب للهواء من، المساحة المكيفة أو إليها من خلال الشقوق، والفتحات في الأبواب والنوافذ، تنظيف الفلتر بشكل دوري
-
تثبيت الوحدات الجدارية في أماكن مناسبة تتوافر فيها التهوية الجييده
-
التأكد من إطفاء الجهاز عند مغادرة الغرفة
-
إسدال الستائر العازلة على النوافذ
وعند استخدام اجهزة التدفئه فانه ينصح بما يلي:
-
معالجة تسرب الهواء من المساحة الدافئة أو إليها مع ضرورة الابقاء على تهوية المكان لمدد قصيرة (5 – 10 دقائق) كل بضع ساعات
-
تنظيف أجهزة التدفئة بشكل دوري من الداخل والخارج لرفع كفاءة التبادل الحراري على الأقل مرة واحدة في الموسم وكذلك معايرة أجهزة التدفئة من حيث نسبة الهواء إلى الوقود، وبحسب تعليمات الجهة الصانعة، من قبل فني مؤهل
-
اطفاء أجهزة التدفئة بأنواعها كافة خلال ساعات النوم.
تسخين المياه
تستهلك عملية تسخين المياه كمية لا يستهان بها من الطاقه سواء عند استخدام السخان الكهربائي او العامل بالغاز المسال. واهم اجراء عدم ترك السخان الكهربائي موصولاً بمصدر الكهرباء طوال الوقت دون الحاجه لذلك (صور). وضبط درجة الحراره، بحدود 55-60 درجة مئويه وعدم تجاوزها. والاهم من ذلك كله استبدال هذه السخانات التقليديه المستهلكه للطاقه بسخان شمسي ثمنه بحدود 250-350 دينار وفقاً للحجم المطلوب، ولكن بدون دفع اي كلف تشغيليه لاحقاً. وهنا يتوجب التأكيد على مراعاة ما يلي:
-
استخدام المياه الساخنة عند الضرورة فقط
-
استخدام المياه الباردة للاستخدامات الروتينية، مثل غسل الأيدي والوجه، في الايام غير البارده وتوعية أفراد الأسرة لتخفيف الحمل عن أجهزة تسخين المياه
-
تعليم وتدريب الأطفال على الاستحمام باستخدام الحد الادنى من كمية المياه، وعدم التبذير بالماء الساخن
-
صيانة أجهزة تسخين المياه دوريا ومعايرتها
ولا بد من التذكير بضرورة رفع مستوى الوعي في مجال ترشيد استهلاك الطاقة، لتصبح ثقافة وعادات استخدام الطاقة الرشيدة سلوكاً يومياً لطريقة الحياة السائدة. إن ترشيد استهلاك الطاقة يتجاوز المردود الشخصى إلى المردود الإيجابي على اقتصاد الوطن والبيئة المحلية والعالميه.