الطاقة في الاردن

الطاقة في الاردن 

ان قطاع الطاقة كان ولا زال الاهم في تطور المجتمعات، كونه المحرك الاساسي للاقتصاد. ويعتبر ايضاُ من القطاعات ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المترابطه معاً ولكنها تتغير سريعاً وفقاً لمجموعه من العوامل المؤثره سواءاً المحليه منها او الإقليمية والدولية. وكذلك يتأثر هذا القطاع بتطور الأنظمة والمعدات والمواد، بالاضافه الى السياسات التنموية وحركة السكان والتطور الاقتصادي والاجتماعي والعمراني في البلد. الأمر الذي يجعل دراسته وتتبع متطلباته، بالنسبة للاردن، مسألة معقده وتستدعي التفكير العلمي والتخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية الديناميكية والربط بين كل المتغيرات المؤثرة في هذا القطاع. ولا بد ان نتذكر بأن موضوع الطاقه في الاردن معقد ومركب، كون المملكه من افقر دول العالم في مصادر المياه الصالحه للاستخدام. اذ ان حل مشكلة نقص المياه وتطوير مصادر جديده يتطلب توفير الطاقة بكميات كبيره ولكن باسعار متدنيه. وطوال السنوات الماضيه شكلت المياه والطاقة تحدياُ كبيراً للدولة والمؤسسات والمجتمع، حيث ازداد الاعتماد على استيراد النفط الخام والمشتقات النفطية والغاز الطبيعي لتلبية احتياجات الطاقة (94 % عام 2018  ) . دون الانخراط في وقت مبكر في إدخال بدائل اخرى أكثر استقراراً في الاسعار مثل الفحم او تطوير المصادر المتاحه محلياً مثل الصخر الزيتي والطاقة الشمسيه وطاقة الرياح.

مصادر الطاقه المحليه

بالرغـم من الجهـود الحكومیـة المتواصله للتنقيب عن المصـادر المحلیـة مـن الـنفط والغـاز الطبیعـي بالتعاون مع شركات اجنبيه مختصه، من خلال اتفاقیـات مشاركه وتقـدم كافـة التسهیلات والمعلومات المتاحة التي وفرتها الدراسات والمسوحات الزلزاليه، الا ان الطاقه المستخرجه من هذه المصادر لا زالت محدوده جدأ ولا تتجاوز 3-4% من اجمالي الطاقه الاوليه المستهلكه في المملكه. ویوجد في الأردن كمیات ضخمة من الصخر الزیتي، حیث یقدر احتیاطي الصخر الزیتي السطحي بما یزید عن 70 ملیار طن. وتمكن من انتاج 7 ملیار طن من الزیت صخري. ویمكن استغلال الصخر الزیتي لتولید الكهرباء من خلال الحرق المباشر في مراجل خاصه او إنتاج الوقود السائل (الزیت الصخري) والغازعن طریق استخدام تقنيات معقده لمعالجة الصخر الزيتي الخام. ويجري العمل حالياً على انشاء محطة لتوليد الكهرباء (باستطاعه 470 ميجاوات) في منطقة وادي عطارات ام غدران (شرق سواقه) تعمل على حرق الصخر الزيتي في مراجل الطبقة المميعه، لتوليد البخار بضغط ودرجة حراره عاليه. ومن ثم تمديده في توربينه بخاريه واعادة تكثيفه وتدويره (دورة رانكين). ومن المتوقع انجاز هذه المحطه في نهاية عام 2020، وبحيث تكون جاهزه للربط على الشبكه والتشغيل التجاري.

المؤشرات الرئيسيه لقطاع الطاقه في الاردن

يبلغ معدل استهلاك الطاقة في الأردن حوالي (1) طن مكافئ نفط (ط.م.ن) لكل فرد سنوياَ حسب بيانات-2018، وهذا اقل من المعدل العالمي والبالغ (1.84) ط.م.ن. ويجدر الاشاره الى ان المعدل المحلي لا زال اقل بكثير من معدلات الاستهلاك في الدول الصناعية المتقدمه (8) ط.م.ن والدول الناهضة صناعياً (5) ط.م.ن. وهذا يعني ببساطه أن النهوض والتطور الإقتصادي والإجتماعي المنشود خلال السنوات القادمة، سيرافقه ارتفاعا مضطردا في استهلاك الطاقة. ولهذا لا بد من الانتباه الى موضوع الكفاءة وحفظ الطاقه والحاكميه الرشيده وتنويع مصادر تزويد الطاقه، بما فيها استخدام الطاقات المتجدده. ويلخص الجدول التالي تطور استهلاك الطاقه وكلفتها خلال السنوات العشر الماضيه.

تطور الناتج المحلي الداخلي وكلفة الطاقة المستوردة على مدار 2008 - 2018                                                                 كلفة الطاقة منسوبة الى الناتج المحلي خلال العشرية 2008 - 2018